11:28 AM

11:28 AM

33 يوماً

2018-04-03

مرحبا. مرةً جديدة أقول للراغبين في التغيير، رأياً عاماً ومرشّحاتٍ ومرشّحين: تستطيعون أن تقلبوا الطاولة على الجالسين حولها، وتحتها، وفوقها، والملتحقين بها، والمعربشين عليها.

المهم أن "تقتنعوا". المهمّ أن "تؤمنوا". المهمّ أن تقولوا نعم نريد. المهمّ أن تكونوا عملانيين. المهمّ أن تُواجِهوا. المهمّ أن تعرفوا كيف. والمهمّ المهمّ أن لا تكونوا أنانيين و"تفضيليين".

لم يعد مسموحاً لأحد، بمسايرة الطبقة السياسية، بالرضوخ لها، بالسكوت عنها وعليها، بالخنوع أمامها، بقبول الرشى منها، أو، خصوصاً، بالامتناع عن التصويت.

للناخباتٍ والناخبين، أقول: لقد لُدِغتم مرةً، واثنتين، وعشراً، وعشرين، فلا تعاودوا الكرّة. هؤلاء أصنام وأنبياء كَذَبة. إنهم مراؤون وفرّيسيون وتجّار هيكل. فلا تعبدوهم، ولا تدفعوا لهم الجزية. ولا تقدّموا إليهم أصواتكم في صناديق الاقتراع.

لرافضي "التسويات والتحالفات الاعتراضية"، من أهل الرأي والفكر والثقافة والرفض، أقول: أنتم مرايايَ وضمائري الداخلية. أنا رأيي من رأيكم، وفكري من فكركم، وثقافتي من ثقافتكم، ورفضي من رفضكم. بل أقول ربّما أكثر مما يقول بعضكم: هذا النظام العنصري الطائفي المذهبي المالي ليس فيه رجاء، ولا يمكن العمل فيه، ولا التعامل معه. ويجب، في ضوئه، لا الامتناع عن التصويت فحسب، بل تقويضه من أساسه.

سؤالي لنفسي، ولكم: أننتظر تقويضه من أساساته؟ أم "نحفتر" فيه، ونُعمِل أظافرنا وأسناننا وعقولنا و"أصواتنا الانتخابية"، لنفتح ثغرةً بسيطة، محض ثغرةٍ بسيطةً، تكون رمزاً لفاعلية الانقضاض الآني والمتواصل على هذا النظام الإرهابي المرعب؟

جوابي لنفسي، ولكم: لن أُكتفي بإشهار رفضي المبدئي - النظري للطبقة السياسية، وللنظام الانتخابي، ولتحالف رأس المال مع رأس الأفعى. أريد تفعيل هذا الرفض، هنا، في بيروت، وهناك في الجنوب، والبقاع، والجبل، والشمال. أريد أن أمارس حقّي الإيجابي في الاقتراع، لا إيماناً بـ"التسويات والتحالفات الاعتراضية"، بل تأكيداً للأولوية التاريخية التي لا مهادنة فيها: يجب إسقاط واحد، أو عشرة، أو عشرين من "فوق"، من هذه الطبقة الجهنمية. والهدف الأسمى إسقاط كلّ هؤلاء. والإتيان بنظام دستوري ديموقراطي مدني علماني يؤمن بدولةٍ للحق والقانون والسيادة والحرية، تكون وحدها هي الدولة.

أريد التشهير بتحالفات الرياء بين أركان 8 و14 آذار. أريد تعرية التحالفات "المذهلة" بين "حزب الله" و"أمل" و"الجماعة الإسلامية" و"الأحباش" و"التيار الوطني الحرّ" و"المستقبل" و"القومي" و"المردة" و"داعش" و"الوهابية" و"الولي الفقيه"، وزواجات "الاشتراكي"، وزواجات آخر لحظة بين "الكتائب" و"القوات"، وزواجات الطفيليين الذين يقدّمون خدمةً عظمى للوائح السلطة، وتعرية كلّ التحالفات المماثلة، بمسمّياتها وأشكالها وأقنعتها ووجوهها كافةً.

أمامكم 33 يوماً، بلياليها ونهاراتها. إفعلوا شيئاً إيجابياً من أجل لبنان واللبنانيين.

33 يوماً، فقط. فافعلوا شيئاً رمزياً من أجل التغيير!