12:52 PM

12:52 PM

"كلّنا وطني" كيانٌ اعتراضيّ عابر للمناطق والطوائف يخوض الانتخابات من خارج التصنيفات التقليدية

2018-03-24

"كلّنا وطني"، أنجز تأليف سبع لوائح في سبع دوائر انتخابية، ومن المتوقع أن يستكمل ليل 23/24 الجاري (اليوم) تأليف لوائحه الأخرى. فما هو هذا "الكيان"؟ للمرة الأولى في تاريخ لبنان الحديث، ثمة كيانٌ ناشئٌ بهذا الإسم، يخوض الانتخابات في كلّ لبنان، وهو ذو بعدٍ وطنيّ – سياسيّ – مجتمعيّ – مدنيّ، عابر للطوائف والمناطق، خارج التصنيف، وحرّ من كلّ الأوصاف التقليدية، الإيديولوجية، اليمينية، واليسارية، والطائفية، والمذهبية، والدينية، والعشائرية، والقبلية، والمناطقية على السواء.

"كلّنا وطني"؛ كيانٌ اعتراضيٌّ، استقلاليٌّ، حرٌّ، متنوّعٌ، سيّدٌ، أبيٌّ، ذو كرامة، سقفُه الدستور، وبيتُه دولة الحقّ والقانون والحرية والديموقراطية؛ تنضوي فيه مكوّناتٌ وقوى طالعة من رحم المجتمع اللبناني، ومن آلام الناس التائقين إلى التغيير؛ نزيهة، متمردة، صافية العقل والوجدان والرؤية.

وإذا من صفة تصف هذه "القوة"، فهي أنها من خارج "الطبقة السياسية" التي تحكم لبنان منذ العهد الاستقلالي إلى اليوم.

احتراماً للتاريخ، سبق لـ"حركة الوعي" في الثماني السنوات التي سبقت الحرب اللبنانية، أن أطلقت تجربة تغييرية، شبابية، نقابية، سياسية، وطنية، مستقلة، ركّزت وجودها وعملها في الأوساط الجامعية والشبابية، من غير أن تتيح لها الحرب استكمال تجربتها، لتتبلور في حراك سياسي ووطني وانتخابي.

واحتراماً للتاريخ أيضاً، فقد سبق لسمير فرنجية أن أطلق أكثر من تجربة تغييرية، "ثالثة"، عابرة للمناطق والطوائف والتصنيفات والإيديولوجيات. وإذا كانت القوى المتألّبة ضدّ مبادراته، لم تمكّنه لألف سبب وسبب، من تثمير جهوده الفذّة، التي لقيت صداها في "لقاء قرنة شهوان" وفي حركة 14 آذار التاريخية، فإن أسبقيته، كما أسبقية "حركة الوعي"، ستظلّان تُحفَظ لهما في كلّ تأريخ دقيق ونزيه للحياة الوطنية اللبنانية الحديثة.

"كلّنا وطني".

سيُقال كلامٌ كثيرٌ في هذا "الكيان" الجديد. ومن المتوقع أن يتعرّض، ابتداء من اليوم، للتشويه، وللتلفيق، وللتفخيخ، وللتدمير. فستُحاك حوله المؤامرات، وتُنسَج الأكاذيب، وتُفبرَك التهم، من أجل منعه من تحقيق اختراقاتٍ تغييرية في الحياة السياسية والوطنية.

هذه القوة السياسية الناشئة والجديدة، "كلّنا وطني"، يتوقع القائمون بها، أن تُشَنّ ضدّها "حربٌ" كهذه، ومن كلّ الجهات، ومن كلّ الأمكنة، ومن كلّ الأفرقاء المتضررين، والطفيليين، والموتورين، فضلاً عن أهل السلطة، والحكّام والمتسلطين وأصحاب النفوذ والمال، وأهل الدويلة ضمن الدولة. وهلمّ.

سيقف في وجهها، كلّ الذين "تزعجهم" ولادةٌ اعتراضيةٌ، وطنيةٌ، نظيفةٌ، من خارج المتوقّع الحزبي والسياسي والطائفي والمناطقي، وضدّ المعايير والمقاييس المعمول بها في الحياة السياسية اللبنانية الوخيمة.

لا بدّ أن يعرف الجميع أن هذا الكيان الجديد ليس مثالياً. إنه كيانٌ اعتراضي، براغماتيّ وواقعي، وهو مولودٌ للتوّ، ويحتاج إلى تنقية وغربلة وحماية وعناية، وإلى إتاحة الفرصة أمامه.

لا بدّ أن يحتاج هذا الكيان الجديد إلى الاختمار والتبلور، من أجل أن يتمرس بذاته الوليدة، ومن أجل أن يختبر ذاته، ومن أجل أن يحرّر ذاته من كلّ بقايا الموروثات العالقة في بعضه، من هنا ومن هناك.

هذا لا يمكن أن يحصل بكبسة زرّ. فلا بدّ من أن يحصل تباعاً، وبالمراس والخبرة والاختبار والامتحان. ولا بدّ من أن نعطي الفرصة لهذا الكيان الناشئ.

لا يجوز، والحال هذه، إطلاق النار عليه، وهو وليدٌ، وبالكاد أبصر النور.

واجبنا أن نأخذ بأيدي فرسان هذا "الكيان" السياسي الجديد، الذين هم من كل لبنان، من بيروت الأولى والثانية، ومن جنوب لبنان بدوائره الانتخابية الثلاث (الجنوب الاولى صيدا جزين)، (الجنوب الثانية صور – الزهراني)، (الجنوب الثالثة مرجعيون حاصبيا النبطية بنت جبيل)، ومن جبل لبنان، في الشوف وعاليه وبعبدا والمتن وكسروان وجبيل، ومن البقاع في دوائر بعلبك – الهرمل والبقاع الغربي والبقاع الشمالي، فإلى الشمال، من البترون مروراً بالكورة وبشري وزغرتا، إلى طرابلس والضنية، ووصولاً إلى عكار.

"كلّنا وطني" ستخوض الانتخابات النيابية في كلّ لبنان.

مَن هم ناخبو "كلّنا وطني" المعلومون والمجهولون؟

إنهم الاعتراضيون، الأحرار، المستقلون، التغييريون، المظلومون، المسحوقون، الحالمون، المستبعدون، المنسيون، المهمَلون، الأوادم. وهؤلاء مدعوون إلى احتضان هذه "القوة" – الظاهرة، والانتظام في حملتها، وتقديم كلّ أشكال الدعم والعون لها.

"كلّنا وطني" لا تملك شاشات تلفزيونية ولا جرائد ولا مجلات ولا إذاعات ولا أموال ولا نفوذ ولا سلطان.

إنها وليدة القحط والانحطاط والفساد في الجمهورية اللبنانية. وهي وليدة القهر والظلم واللادولة.

ولأجل ذلك، هي من صنائع الحرية والتغيير في لبنان.

الشابات والشبان اللبنانيون، الخارجون على الطبقة السياسية الحاكمة، مدعوون إلى التطوع في حملتها الوطنية – الانتخابية، العابرة للمناطق اللبنانية وللطوائف وللجماعات.

فلنفسح لها الفرصة.


عقل العويط