04:30 AM

04:30 AM

عن حلم زياد عبس... وقد صار قصة

2018-02-18

اختار زياد عبس أن يكون حفل اعلان ترشحه للانتخابات النيابية، قصة تشبه مسيرته. ابتعد عن المشاهد الكلاسيكية، مؤتمر صحافي واعلاميين في الصف الأمامي للمواكبة وكتيب للبرنامج الانتخابي...

اختار أن يروي قصته على طريقته: صالة سينما، افلام قصيرة توثق مراحل حياته منذ انخراطه في السياسية من على مقاعد الجامعة مروراً بالمرحلة النضالية بحلوها ومرّها، وصولا الى المسار السياسي ومساهمته في تفاهم "مار مخايل" ودوره القيادي والتنظيمي في "التيار الوطني الحر"، الى اخراجه من "التيار" ولكن طبعا من دون القدرة على اقصائه من المشهد السياسي.
اختار عبس صديقه العتيق هشام حداد لإدارة حوار عفوي تخللته شهادات من محبين ورفاق وحتى أساتذته من الجامعة الأميركية ليشرحوا كيف تمكن الشاب الجامعي من التخرّج رغم تغيّبه عن الصفوف في كثير من الأحيان. تحدث أحدهم عن "ظروفه القاهرة" التي جعلت منه متمايزاً في كل شيء.
وقفت بدورها الزميلة السي مفرّج لتخبر بعض ما اختبرته مع رفيق النضال الطويل، عن دوره القيادي منذ نعومة اظافره وكيفية اهتمامه بالرفاق...
كل هذا المشهد بكفة، ومشهد الناس الذين ملأوا الصالة ليستمعوا الى زياد يخبر قصته، في كفة. مشهد حماسي يؤكد أن الشاب الطموح الذكي البراغماتي، لا يتوهم ولا يعيش حلما مستحيلاً...
الأكيد أن ما يقوم به هو وفقا لخطوات مدروسة جيدة قد تحول حلمه الى حقيقة والى قصة تروى لدورات مستقلبية اذا ما تمكن من جعله فوزاً واقعاً.

أطلق المرشح عن مقعد الروم الأرثوذكس في دائرة بيروت الأولى، المهندس زياد عبس، برنامجه الانتخابي، مساء الجمعة في سينما صوفيل في الأشرفية، بحضور حشد كبير من المؤيدين والمناصرين. وخلال الحفل، الذي قدّمه الإعلامي هشام حداد، تمّ استعراض كافة المراحل التي مرّ بها عبس، كما تخلل الاحتفال شهادات من رفاق وزملاء له وإعلاميين وأساتذة، في الأشرفية وفي الجامعة الأميركية في بيروت، وعزف لفرق موسيقية ولمواهب شابة من الأشرفية.
وفي الختام، توجّه عبس إلى الحاضرين بالقول: "هل قمنا بكل ما قمنا به، من أجل إنتاج التركيبة نفسها في السلطة؟". وسأل "هل أن الناس سعيدة بالأمر الواقع؟ هل انتهت القصة هنا وكتبنا آخر فصولها؟"، مشيراً إلى أنه "عند كل محطة للتغيير الحقيقي، يقوم أهل السلطة باللعب على الوتر الطائفي، وإخافتنا من بعضنا البعض،ما يؤدي إلى أن ينتخب بعضنا الطبقة نفسها، التي تتفق في اليوم التالي للانتخابات علينا جميعاً".
ورأى عبس أنه "في كل محطة للتغيير، يعدوننا بالأمور نفسها، كالكهرباء، التي وعدونا بها منذ 30 عاماً، فضلاً عن المياه والأمن والاستشفاء، فيصدقهم قسم من اللبنانيين، ونعيدهم مرة أخرى إلى السلطة. أعتقد أنه حان الوقت لنعمل معاً على وصول أشخاص جديرون بثقتنا". وتابع "نريد انتاج سلطة جديدة، نظيفة، تشبهنا وتشبه أولادنا".
وأضاف عبس "أسمع الكلام نفسه الذي تردد في التسعينات، بأننا أقلية أمام أكثرية، وما الذي يمكننا فعله كأقلية؟ صحيح أن عددنا في التسعينات كان 200و300 شخص، لكننا غيّرنا الكثير، ذلك لأنه حين اقتنعنا بأنه في وسعنا التغيير، غيّرنا. اليوم واجباتنا إقناع الجميع بأن التغيير ممكن، تعلّمنا الكثير من تجربتنا، المستحيل ليس في قاموسنا، أؤمن بقدرتنا على فعل الكثير، ولن أستسلم".
وشدّد عبس على أن "الخيار البديل لتغيير الطقم الحاكم موجود، وليس محصوراً ببيروت فقط، بل يشمل كل لبنان"، مشيراً إلى أن الخيار هو خيار "وطني". وتعهّد باعتماد سلّم القيم نفسها، التي سار بوحيها في مسيرته، معتبراً أن "موقفي سيكون مع ما يخدم أكثرية الناس، لا الزعماء ولا أصحاب المصالح ولا أصحاب المال لأن الهدف هو الخروج من وضعنا الحالي ومن حالة اليأس، وبناء لبنان جديد على مستوى أحلامنا، وأحلام أولادنا".