16:00 PM

16:00 PM

37 في المئة

2018-04-16

37 في المئة

عقل العويط

 

جرت أمس معركة في نقابة المهندسين أسفرت عن فوز مرشّحي تحالف قوى السلطة، كلّ قوى السلطة، التي توحّدت وتجمّعت من أقصاها إلى أقصاها، من أجل مواجهة الشجعان الفرسان، مرشّحي "نقابتي للمهندسة والمهندس".

كانت النتيجة كالآتي:

نالت لائحة السلطة 63 في المئة من الأصوات.

نالت لائحة "نقابتي" 37 في المئة من الأصوات.

النتيجة واضحة، بسيطة، ولا تحتاج أرقامها إلى تفكيكات المحللين الاستراتيجيين.

القوة النقابية الحرة المستقلة العزلاء، واجهت قوى المحاصصة والفساد والمال والنفوذ والمشاريع والصفقات المشبوهة والتشويه العمراني والزبائنية، ولم تخرج صفر اليدين.

ثلثان لمرشّحي قوى السلطة، والثلث لمرشّحي القوى المستقلة والاعتراضية.

العبرة التي يمكن استخلاصها من هذه النتيجة: العين تستطيع أن تواجه المخرز... حتى في عرين النظام الأكثري.

هذا في نقابة المهندسين، وبحسب النظام الأكثري المعمول به في انتخابات النقابة.

لكن، ماذا عن الاستحقاق النيابي المقبل، وعن اللوائح الاعتراضية المستقلة التي تواجه السلطة، في أشكالها وأنواعها ووجوهها وأقنعتها المختلفة؟

المسألة تتمايز في الشكل فحسب، حيث النظام الانتخابي سيكون أكثرياً، وإنْ بعيوبه وفخاخه.

وهذا ما يتيح لحائز النسب أن يحفتظ بحقّه، إذا تجاوز "الحاصل".

37 في المئة للنقابيين في "نقابتي".

فماذا لو جعلناها 37 في المئة للمرشّحات والمرشّحين الاعتراضيين على اللوائح المدنية في مواجهة اللوائح الجرّارة لملوك الأحزاب والتيارات والطوائف والمذاهب وسلاطين المال وصفقات النهب؟

قد لا يجوز التفاؤل المفرط، و"إسقاط" النتيجة "إسقاطاً" آلياً مسطّحاً على الامتحان النيابي.

فمن المحتمل ألاّ تحصل قوى الاعتراض على 37 في المئة من أصوات المقترعين في الانتخابات النيابية.

لكنها ستحصل بالتأكيد على نسب حرزانة.

وهذا ما يوجب عليكم أن تصوِّبوا بدقة نحو الهدف.

فلتُنقَل المعركة من النقابات إلى الانتخابات النيابية.

أمامكم عشرون يوماً باقية.

ضعوا نصب أعينكم أن تحصلوا على "الحاصل".

هذه هي رمزية المعركة التي يجب أن يخوضها الأحرار، الاعتراضيون، الرافضون، الراغبون في التغيير.

الحصول على "الحاصل"، أينما كان.

هذا هو الهدف. فصوِّبوا عليه.

37 في المئة "مش كخ". هذه نتيجة عملانية، ورمزية مشرّفة جداً جداً.

وظِّفوها في الانتخابات النيابية.

اذهبوا إلى الممتنعين عن التصويت.

واذهبوا إلى الشباب.

وأقنِعوهم بأنكم بديلٌ نوعي خلاّق.

من أجل ذلك، أنبّه إلى لزوم التكاتف والتضامن بين أعضاء اللائحة الواحدة، وعدم الوقوع في ما تقع فيه اللوائح السلطوية، حيث معارك الأحادية. والأنانية. والحسابات الضيقة.

هكذا فقط تتمكنون من إحداث الخرق.

فاجعلوه خرقاً صاعقاً، موجعاً لقوى السلطة، وزعمائها، وأرباب طوائفها ومالها وخدماتها وتنفيعاتها.

لا تنسوا: 37 في المئة في نقابة المهندسين.

هذه النتيجة يمكنها رمزياً أن تُحدث ارتداداً زلزالياً في الانتخابات النيابية.

فلا تفوِّتوا الفرصة.

akl.awit@annahar.com.lb